الجمعة، 31 أغسطس 2012

مسابقة فريق القلم الحر للقصة القصيرة (1) برعاية "دار الحكمة للطبع والنشر"




مسابقة فريق القلم الحر للقصة القصيرة (1) 
برعاية "دار الحكمة للطبع والنشر"
سبتمبر 2012




* رسائل حرة، وأفكار حرة .. ترسلها مواهب مصرية شابة للعالم في سلاسل قصصية أدبية .. على الشبكة العنكبوتية الزاخرة بالأقلام تعارفنا وبدأنا المشوار .. وإلى صفحات الكتب نقفز بقوة ، إيمانا برسالة الفن والفنانين، وتخفيفا لأعباء إخراج الابداع فرديا ..
جماعة نبدأ وننتهي..
بأقلام حرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* إلى أصحاب الأقلام المبدعة ..
يسر فريق القلم الحر أن يعلن عن مسابقته الأولى (للقصة القصيرة) بهدف اكتشاف موهبة جديدة واخراجها للنور من خلال النشر الورقي مع الفريق مجــــانا –لمرة واحدة فقط-
المسابقة الأولى بعنوان (أنهار محرّمة)
***

* موضوع المسابقة :
حرصا منا على مواكبة الأحداث الجارية ، وإيمانا منا بأن الفن والكتابة رسالة هدفها الإصلاح ومؤازرة آلام الناس .. فموضوع المسابقة هو :
(حرب أدبية على الظلم وهدر الدماء)
- الدماء المهدرة للمسلمين في جميع بقاع الأرض (على الساحة : سوريا – بورما – فلسطين)
ما هي أسباب تفشي هذا الظلم؟
ومن المسئول عنه؟
كيف بدأ وكيف ينتهي؟
ما الأفكار المقترحة للوصول إلى حل؟
ما هو دورنا في ظل تلك الأحداث؟
كيف نستعيد وحدتنا العربية؟
كل هذه تساؤلات يمكننا الاجابة عليها في قصة قصيرة تعبر عن هذا الوضع المأساوي ..
يمكننا الابتكار واستخدام الرمزية المطلقة للوصول إلى نفس الأفكار ولو بمعطيات أخرى غير الدم والحرب ..

** كل هذه أفكار ونقاط نطرحها لمساعدتكم ، ولكن لا يوجد قيود لكتابة القصة
اطلقوا العنان لخيالكم وأقلامكم في سبيل هذا الهدف (العام) : وهو الحرب الأدبية على الظلم ومحاولة التغلب عليه ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

* الشروط :
1- يرجى أن تكون القصة المرسلة بقلم صاحبها وغير منحولة أو مقتبسة عن شخص آخر ، كما يرجى ألا تكون قد نُشرت ورقيا من قبل .
2- المشاركة بقصة واحدة فقط لكل متسابق .
3- القصة باللغة العربية الفصحى
4- لا تزيد القصة المشاركة عن 4 صفحات A4 (4 صفحات وورد) .
5- يمكن المشاركة لأصحاب الإبداع من مختلف محافظات الجمهورية .

* يرجى تجنب الاسلوب المقالي والالتزام بالأسس العامة للقصة القصيرة .
* يتعهد "فريق القلم الحر" بحفظ الحقوق الفكرية لأصحاب القصص المُرسلة وعدم نشرها في أي مكان .

*نتمنى من السادة المشاركين توحيد الخطوط (Fonts) في صفحة الوورد
Times New Roman
Bold
الحجم : 14
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ


* القصة الفائزة :ستُنشر القصة الفائزة في المجموعة القصصية القادمة لفريق القلم الحر والتي بعنوان "أنهار محرّمة" مجانا وبدون تحمل الفائز أي تكاليف مادية
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

* موعد وكيفية الإرسال :
تُرسل القصص المشاركة في المسابقة على الايميل التالي :

 klm.7or@hotmail.com
مع مراعاة أن يكون عنوان الايميل "مسابقة أنهار محرمة"
مع اسم الكاتب ، والمحافظة
وذلك في موعد أقصاه 20/9/2012
وسوف يتم الاعلان عن القصة الفائزة خلال اسبوع بعد هذا التاريخ بإذن الله .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

* اصدارات فريق القلم الحر :
- المجموعة القصصية "ثورة لايك وكومنت" - دار أكتب للنشر والتوزيع
- المجموعة القصصية "شبابيك على شارعنا" - دار الحكمة للطبع والنشر
- المجموعة القصصية "أنهار محرّمة"  -  تحت الطبع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* صفحات فريق القلم الحر :
https://www.facebook.com/groups/klm.7or/
http://www.facebook.com/klm.7or.team
https://www.facebook.com/published.book.for.klm7or.team

تحياتنا للجميع ،
فريق القلم الحر

الاثنين، 27 أغسطس 2012

لا ترحلى قصه بقلم أحمد موسى

















" أين ذهبتي ؟ 
قلتها في خفوت شديد و كأنما أخشى أن يسمعني أحد ، ثم بدأت ألتفت نحوي و أجول ببصري هنا و هناك آملاً بأن أراها مجدداً .. بأن أجدها .. و لكن دون أي جدوى
يبدو أنها رحلت من جديد ...
تركتني كما فعلت مسبقاً ...
و كان ذلك كله بسببي أنا ...
فأنا من ظلمتها دوماً .. إنه خطأي لأنني لم أذعن لرغبتها و كم كانت محقة 
و كم أنا نادم الان !
و لكن بما يفيد الندم ؟؟
أتمنى فقط أن أراها فقط ثانيةً ، عندئذ ، سأخبرها كم أحبها حقاً من قلبي ، سأخبرها كم أنا نادم على كل ما ارتكبته في حقها من ذنوب .
و لكن هيهات ، هل سترضى و ستصدق كلامي حقاً هذه المرة أيضاً ؟
فكم من مراتٍ أخبرتها بتلك الكلمات البراقة المخادعة؟ 
و لكني كنت دوماً قاسياً و أخلف بكل وعودي بكل خسة و دناءة .
فهل ستصدقني هذه المرة يا ترى ؟
فليكن .. لا يهمني إن كانت ستصدقني أم لا .
يكفيني فقط شرف المحاولة .
فقط أود لو أراها ثانيةً .
و لكن أين أستطيع أن أعثر عليها ثانيةً ؟ أين ؟
بالتأكيد قد رحلت إلى أبعد مكان ممكن ...
... و بلا عودة .
أثارت فكرتي الأخيرة رجفة و قشعريرة رعب في جسدي الذي أصبح واهناً منذ رحيلها 
و لكن على كُلٍ علي أن أبذل قصارى جهدي و أن أحاول العثور عليها ..
... و بأي ثمن .
نهضت من مكاني في سرعة شديدة وقد ألهبت الحماسة جسدي ، و توجهت مباشرةً نحو باب حديقة المنزل وفتحته لأدلف خارجه إلى الشارع .
ثم بدأت أنظر إلى كل ما حولي في يأس ...
كم بدا لي العالم واسعاً للغاية في تلك اللحظة ؟!
كم بدا لي العثور عليها عسيراً في تلك اللحظة !
و لكن لا ... لا ينبغي علي أن أسمح لليأس بالتسلل إلى عروقي بتلك البساطة .
ينبغي أن أحاول بكل ما أوتيت من قوة أولاً ، ثم ستكون مشيئة الله .
عادت لي الحماسة من جديد ، فبدأت أركض في كل مكان ، و أخذت أجول هنا و هناك ، بحثاً عنها في لهفة شديدة بتفاؤل عجيب . 
شرعت أسأل جميع جيراني و أصحاب المتاجر المجاورة للمنزل عنها : هل رأيتها ؟
و لم أكن أيأس قط عندما يخبرني باقتضاب : كلا ، لم آرها .
و لم حماستي تنقص و لو بمقدار ذرة واحدة ...
أو هكذا ظننت ..
فلكل شيء نهاية ..
حتى حماستي المتفجرة ... و آمالي العظيمة في العثور عليها
فقد بدأت حماستي تنقص شيئاً فشيئاً ...
حتى تلاشت و تبخرت أو كادت ...
ثم قررت بالفعل أن أعود أدراجي إلى حاملاً معي خيبة آملي الكبيرة صدمتي الشديدة برغم توقعي لذلك الاحتمال المتشائم .
و لكن شاءت الأقدار أن لا أعود لمنزلي بخُفي حنين ...
فهناك و على مقربة من المنزل 
ارتفعت معنوياتي من جديد ..
و إلى أقصى حد ..
**************************************************************************** لا أصدق عيني !
لقد رأيتها حقاً !
إنها هي و لا شك !
أنا واثق من ذلك أشد الثقة 
كلا ، أنا متأكدٌ من أنني لست واهماً مطلقاً 
بل أنني أراها هي .. نعم هي !
نفس طريقتها في السير
أوداجها منتفخة في شموخ
رأسها يتألق و كأنما يعلوه ألف تاج 
وجهها يبرق بريقاً منافساً لضوء الشمس
و كانت تنظر إلي ...
نظرة تحمل الكثير من المعاني ...
و الكثير جداً
كانت تحمل الحب
و العتاب و اللوم 
كانت مزيجاً عجيباً بين كل العشق ...
و كل البغض !
نظرت إليها في صمتٍ و خجل 
حاولت أن أقول الكثير و الكثير جداً 
و لكن الكلمات وقفت في حلقي جامدة و أبت أن تعبر شفتاي .
حاولت أن أعتذر ، و أن أخبرها كم أحبها ، و كم أنا نادم على كل ظلم ظلمته لها ؟
و حاولت أن أعدها بأنني لن أكرر هذا مجدداً قط .. نعم حاولت و بصدق ..
.. و لكنني عجزت
فبرغم كل شوقي للقائها و رؤيتها ، عجز لساني عن الحديث في تلك اللحظة 
لم أستطع أن أفعل شيئاً عدا التسمر في مكاني . 
و لكنها فهمت كل ما أريد قوله .
لقد قرأت لسان حالي و كل ما يجوب بعقلي في تلك اللحظة ببراعة منقطة النظير .
و بدت عيناها تفيضان بنظرات السخرية و الاستنكار ، كانت كأنما تقول لي بأنها ترفض المزيد من الاعتذار الذي سئمته و بغضته ..
و ظل الموقف جامداً كما هو للحظات بدت لي كالدهر تبادلنا فيها العديد من النظرات و التي كانت تحوي في ثناياها الكثير و الكثير من الكلمات ..
و فجأة و بدون مقدمات ، استدارت هي و أخذت تسير مبتعدة ً في صمت ...
و هنا نزعت عن نفسي حبل الهدوء و قطعت حبل الصمت صارخاً بأعلى صوتي : 
لا ، لا ترحلي ، عودي ارجوكِ .
و لكن رغماً عني ، خرج صوتي متحشرجاً بغرابةٍ شديدة ٍ . 
و واصلت هي سيرها بدون أن تبدو منها أي التفاتة .
هتفت مجدداً و أنا أركض مسرعاً لألحق بها : أرجوكِ سامحيني و عودي ، لا ترحلي أرجوك .
و لكنها ابتعدت عن انظاري تماماً ، فتوقفت أنا عن العدو و صرخت يائساً و الدموع تترقرق من عيناي : لا ترحلي ، أرجوكِ .
" لا " 
صرخت بها بأعلى صوتي و أنا أنهض مفزوعاً أيما الفزع من على فراشي ، و أخذ أن ألهث بعنف ، و كأنما كنت في سباقٍ للعدو .
نهضت من على فراشي ، و ذهبت لتناول كوبٍ من الماء .
ثم عدت لأتابع نومي مجدداً ، آملاً أن يكون هادئاً و خالياً من الاحلام هذه المرة .
و قبل أن أصعد للفراش ، لمحتها ...
لمحت تلك الصورة ... 
صورتها ...
الصورة التي احتفظت بها و أقسمت انها لن تغادر مكانها على الطاولة التي تجاور فراشي ، ما حييت .
و برفق أمسكت تلك الصورة ، و وضعتها نصب عيني في هدوء .
و أخذت أتأمل فيها بصمت مهيب .
و أخذت أٌقاوم الدموع التي قاتلت في استماتة للفرار من على عيني ..
و خسرت أنا و فازت دموعي
فأخذت تنساب ساخنة ً على وجنتاي في غزارة و لم أبذل أدنى جهد في مقاومتها هذه المرة ..
و بدأت ذكرياتي الأليمة
كم ظلمتها ؟ 
كم أهملتها ؟ 
كم تجاهلتها ؟
حتى رحلت ...
لم أعرف كم أحبها حقاً إلا عندما فقدتها
لم أعرف كم كانت مهمة بالنسبة لي إلا عندما تركتني ...
و لكن لا ...
لا ينبغي علي أن أجلس في مكاني هكذا ، أغرق في دموعي و أندب حظي هكذا .
لا ينبغي أن أجلس و أتحسر على أخطاء الماضي بهذه الصورة .
بل ينبغي علي أن أكون أكثير إيجابية ...
ينبغي أن أفعل شيئاً لأكفر عن ذنوبي على الأقل .
تخمرت الفكرة كثيراً فقررت أن أنهض قائلاً في حسم : نعم فلأفعل ذلك .
عدت إلى منزلي في سعادة لم يسبق لها مثيل ، منذ أن رحلت هي ...
خطوت داخل المنزل بهدوء و ثقة غير معتادة ...
و بسرعة توجت نحو غرفة نومي ... 
و فتحتها ...
و خطوت داخلها بثقةٍ أكبر و أكبر ...
و توجهت نحو الطاولة المجاورة لفراشي ...
و رأيت تلك الصورة ... 
ثانيةً ...
و لكن هذه المرة ، لم أبكي قط كما في السابق ..
بل العكس تماماً ...
ابتسمت ابتسامة واسعة ... 
للغاية .
ثم أشحت بوجهي عن الصورة و اتجهت نحو سريري ...
و استلقيت عليه في هدوء بدون أن تتلاشى ابتسامتي ، ثم أغمضت عيناي ..
فقد عزمت هذه المرة ، أن يكون نومي هادئاً و مطمئناً ..
و عميقاً ..
.. و إلى أبعد الحدود
" لقد رأيتها هنا "
قلتها و أنا أقف جامداً في مكاني و في نفس البقعة التي شاهدتها فيها مسبقاً .
وقفت في مكاني ثابتاً متأملاً ..
و أخذ الوقت شيئاً فشيئا بتثاقل ممل ..
و أنا أنتظر في صبرٍ و صمت ..
و على النقيض ، كلما مر الوقت ..
كلما أخذت حماستي في الازدياد أكثر و أكثر ...
و فجأة ...
و قبل أن يبدأ اليأس في أن يجد طريقه إلى قلبي مجدداً ..
رأيتها قادمة نحوي من بعيد ...
كانت زاهية ً ككل مرة ...
و لكنها كانت أجمل و أجمل ..
شعرها الذهبي اللامع ينسدل على كتفيها و يبرق كألف شمس 
عيناها بدت أكثر زرقةً من ماء البحر ، و إن تشابها بإمكانية الغرق في كليهما ..
وجهها كان يجابه شعرها في بريقه ..
و بصعوبة بالغة انتزعت نفسي من انبهاري بجمالها الشديد و تقدمت نحوها في صمت قائلاً : لقد فعلت كل ما كنتِ تريدينه مني يا حبيبتي ، فهل انتِ راضيةً عني الان ؟
أومأت مبتسمة قائلةً : بلى ، أدري بكل ما فلعت .
قال لها متسائلاً : و كيف عرفتِ ؟
قالت له و قد اتسعت ابتسامتها : في مكاني هذا ، لا يخفى علي أي شيء .
قال لها متسائلاً : و هل سامحتني الان ؟ 
قالت له : بالتأكيد ، لقد فعلت كل ما بوسعك و تخليت عن عنادك الغير مبرر و وصلت للطريق السليم أخيراً و هذا هو المهم .
ابتسم لها بارتياح ثم قال لها لهفة : ألن تعودي معي إذن ؟
أجابت قائلةً : كلا ، لا أستطيع أن أعود ، لما لا تأتِ معي أنت ؟
قال لها بعد أن فهم مغزاها : أليس الوقت مبكراً ؟
قالت لها متحمسة ً : كلا إن الوقت مناسب الان ، لقد فعلت كل ما بوسعك ، فأعطيت أخي الفرصة ، و سلمت الوثائق المهمة للشرطة ، و تركت العدالة تأخذ مسارها الطبيعي ، ألا ترى أن الوقت مناسباً ؟!
قال لها موافقاً : نعم انتِ على حق أنا آتٍ معك ، هيا بنا إذن !
قال له : اتبعني إذن .
و بانبهار شديد تابعتها و هي تحلق في أعالي السماء بخفةٍ و رشاقة
في البداية وقفت ثابتاً في مكاني متردداً و مكتفياً بالمشاهدة فحسب ..
فلاحظت هي ترددي فقالت لي مبتسمةً : هيا ، عليك بالقفز فقط ..
ترددت في البداية و لكن بعدها قفزت ، و ما أروع تلك اللحظة ..
انني أطير ، فعلاً أطير ، هذا ليس حلماً 
و بساعدة أخذت اتتبعها في صمت ..
و من فوق لمحت جسدي راقداً على الفراش مبتسماً ...
ابتسامة السعادة ...
الاخيرة .