و حسرتاه عليك يا زرقاء اليمامة ، حبستك الضواري في قفص
متين خوفا من عينيك الثاقبتين.
ترين بهما أمورا تحدث لا محالة، ولا ترضى سجانيك.
ترين الذئاب تفترس الحملان ، ومازالت تعوى.
ترين الثعالب تدفن الحمامات ، وتقول هل من مزيد.
ترين الدجاجات تحوط أبنائها خوفا من أن تخطفهم الحدآت.
ترين أمورا لا ترضيك ، ومازال عهدك الابتسام.
أثارت ابتسامتك شكوك السجان، فسأل عن سر السعادة.
أخبرتيه أن الحملان لن تهرب من أمام الذئب ، وهو لن يجرؤ
على العواء.
أخبرتيه أن الحمامات ستقمن من قبورهن ، وتنتقم من الثعلب
الغدار.
أخبرتيه أن الدجاجات لن تلجأ لحماية أبنائها من الحدأة ،
فقد خافت وحدها وذهبت بعيدا.
لم يصدقك وأخبر أسياده الذئب والثعلب والحدأة .
جاؤوا يسألونك الخبر،
فأخبرتهم أن عينيك تتمثل صورته.
ولما كانوا يعرفون صدق نبؤة عيناك فقؤهما.
وسوس لهما الكبر والغرور أن تجاهل الخطر قد يزيحه
وما أضل هذا الظن !
ظللت عقودا تنتظرين بابتسامة وسط سخرية جلاديك.
حتى أتى يوما لم تعد أذناك تسمع فيه صوت العواء ، ولا
صوت قلب الرمال لدفن الحمام، ولا ذعر الدجاجات عند مجيء الحدأة.
فقط شعرتي بأن الغطاء يزال عن عينيك، وماء التاريخ ودم الطيور
النقية يغسلاهما. يزيلان الغمامة عن
عينيك، فتفتحيهما ممتعة ﺇياهما بصدق النبؤة.

ظللت عقودا تنتظرين بابتسامة وسط سخرية جلاديك
ردحذفعجبتني الصورة جدا هنا
اشكرك شمس النهار وسعدت بوجودك
ردحذف