الاثنين، 23 سبتمبر 2013

الحداد الاعمى بقلم هبه الله احمد غانم


إخواني من حولي .... لست اتحدث إليكم بصفتي منافقاً في ديني حاشا وكلا.. بل أتحدث عن النفاق بصفة عامة في كل ما نفعله نحن منافقون
(الحداد الأعمى) مثلاً : سمعت أختي الصغيرة التي تحب التقليد الأعمى دون تفكير أن جارتنا قررت ارتداء السواد والحداد ثلاثة أيام على ضحايا حادث إهمال حكومي شغل الرأي العام ، فقالت مقتنعة سأفعل مثلها اليوم وغداً وبعد غد حداد لا ملابس مبهرجة ولا تلفاز ولا ضحك بصوت مرتفع .. لا حلويات ولا كيك ولا أي شيء حداد تام وشامل لثلاثة ايام .. بعد ساعة اتصل بها خطيبها يرجيء الخروج معها إلى غد لظروف طارئة ، فقالت لنخرج بعد انقضاء ايام الحداد . لا خروج إلا بعد الحداد وأغلقت التليفون دون شرح مما دعا الرجل المسكين إلى القلق ففسرت له ما يحدث عندما اتصل بي فضحك قائلاً لا بأس عندما ينتهي حدادها سنفعل ما نريد .. مسكين الشاب تسامحه معها سيجعله يطلب الغوث يومياً هو الجاني على نفسه لأنه اختارها ... اممممممم .. لا بأس فليخترها ويجعلنا نستريح من جنونها قمت فتحت التلفاز لأشاهد برنامجاً دينياً حدثني عنه أحد الأصدقاء وكانت الحلقة رائعة . فجلس بجانبي والدي ليستمع وكذا فعلت الوالدة ، ثم قفزنا من مكاننا عندما سمعنا صوت صراخ غاضب : ماذا فعلتم؟ وكانما نمر في شقتنا قفز ليغلق التلفاز ويستدير نحونا فنفاجأ بأنه أختي المجنونة : ألسنا في فترة حداد؟ كيف فعلتم هذا ؟ حاول والدي ووالدتي إفهامها عبثأ أنه برنامجاً دينياً لا بأس فيه لكنها صخرة صماء مكان عقلها فلم تتزحزح عن موقفها .. عندما جاء المساء بعد اكتئاب حوصرنا فيه من قِبَل الاحتلال الأخوي .. هرب منه الحاج وتركني مع امي خوفاً عليها من تلك الصغيرة المحتَلة .. فجأة سمعت ووالدتي صوت التلفاز فتساءلنا عمن فتحه فابي بالخارج وأنا وهي معاً خرجنا لننظر ففوجئنا بها تجلس أمام التلفاز ومعها طبق كبير ممتلئ بالفيشار نظرنا إليها مذهولين .. ماذا حدث لأيام الحداد؟ نظرت إلينا وقالت مفسرة : نور ومهند ! أشاهد ماذا سيحدث ثم نغلق التلفاز.. ضربت والدتي كفاً بكف : تغلقين برنامجاً دينياً بحجة الحزن والحداد على ارواح من ماتوا ممن لاتعرفينهم لكنك تشاهدين هذا الهراء .. ثم مدت يدها وأغلقت التلفاز وقالت لها : حدادك لا بد ان يكون كاملاً أيتها المنافقة . بكت الفتاة وظلت تنوح لوالدتي بأن تسمح لها بالمشاهدة لو خمس دقائق : إنه مهند يا أمي مهند ألا تعرفين من هو مهند ؟ ضحكت ضحكة شريرة وانطلقت لغرفتي ولسان حالي يقول : البادئ أظلم.. ستُحرم من مهند لثلاث حلقات متتالية بسبب نفاقها هاها هاها هاها هاها . إلى اللقاء في حلقة نفاق أخرى

شروخ في الجدران بقلم هبه الله احمد غانم




أنا بيت مسكين يمر الناس أمامي متعجبين أو مستهزئين أو مشفقين ؛ فقد كنت عامراً بأناس تسكن المودة قلوبهم ، وأطفالهم يعبثون في أنحائي لاهين عن لدنيا وأوجاعها مطمئني البال لأمان تبعثه فيهم جدراني... شهدت ولادتهم ونموهم وعشت أحلامهم وآمالهم ... ثلاثة أجيال احتويتهم بين جدراني لم يتمردوا على العيش بي رغم بساطتي وقدم عمري. جيراني مثلي بيوت قديمة بسيطة يعلو أطولها عني دورين وسكانها كسكاني ، لذا سرت بينهم روح الجيرة الطيبة ، هذه تفرح لفرح تلك ولا تتأخر عنها في شدة أو ضيق مرت به. ذات يوم سرى حديث بين سكاني عن هجري والعيش في مكان أفضل ، بعضهم شجع الفكرة والبعض تمسك بي فقد عاشوا عمرهم هنا وأي عمر! أفراح متتالية وأحزان متباعدة فبدأوا يبنون بعيداً عني ويستعدون للرحيل ، فرحل بعضهم بالفعل بعد أن غرست الدنيا بأنيابها في قلوبهم وسرى سمها في دمهم فتشاجروا وبدت بينهم العداوة والبغضاء ، فبدأت أشعر بالهِرَم الذي لم أشعر به مطلقاً من قبل ، خاصة وأن جيراني قرروا الرحيل برحيل سكانهم عنهم ، فرحلوا وحلت مكانهم بيوت عملاقة بالنسبة لي تعلو عني عشرة أدوار فزدت هِرَماً لمرأى تلك البيوت الشابة القوية ، وتشققت جدراني وفزع سكاني خوفاً أن أسقط عليهم .. كيف أقتلهم تحتي وأنا أعيش من خلالهم ! لايدرون أن شجارهم ورحيلهم يسري في بدني كالسم ، فتتوسع الشروخ باتساع خلافهم ويزيد هِرَمي كلما تباعدوا أكثر فأكثر ، فبدأت أترنح من التعب والشيخوخة فرحل عني جميع سكاني ، معظمهم غير آسفين عليّ ، والبقية يمرون بي بعد سقوطي وأعينهم دامعة لحالي البائس ؛ فما أنا الآن إلا ركام لا يجرؤ أحد على نقله أو إعادة بنائه ليعود شاباً في مواجهة سموم الدنيا

بيت الأشباح قصه بقلم ناهدمحمد صبري - رواء أحمد عبدالعال



لم يكن ظلام المكان فقط هو الذي يخيفها ولكن تلك الأصوات التي تنبعث منه مصحوبه ببعض الأشكال الشبيهة بالجنيات التي تطاردها جرت، وجرت ولكن بلاجدوي الجنيات ستلحق بها إستيقظت بصعوبه من ذلك الكابوس المرعب أخدت تقرآ بعض الآيات كي تهدأ قليلا المخيف حقا أن تلك الأشباح قادمة من بيت صديقتها المتزوجة حديثا أبعدت عن رأسها تلك الوساوس وتناست ذلك الكابوس المرعب دائم التكرار بل يخيل إليها إنهاتراه في يقظتهاوليس نومها في صباح اليوم التالي زارتهاصديقة قديمة رحبت بها والكابوس لايزال في مخيلتها وآثار الأرق بادية علي وجهها مرت الزيارة وإنصرفت صديقتها دون أن تجرؤ علي إخبارهابالكابوس خشية إتهامهابالجنون بعد أيام حسمت أمرهاوتناست خوفها وذهبت لزيارة صديقتها العروس الجديدةلتهنئها حفاوة صديقتها وشوقها إليها أنساها خوفها من المكان وإستمر الحديث بينهما في ود وصفاء كل واحدة تقص للأخري أمورها وفجأة تلعثمت هي وتوقفت عن الحديث بغته بدخول شحص ما إلي الغرفة أنقذتها صديقتهامن خجلها فقدمته إليها هذا أخو زوجي.
وتلك صديقتي
زادت نظرات الشاب إليها من إضطرابها ودت أن تهرب من المكان لخوفها من نظراته ومن الجنيات
ولكن صديقتها تشبثت بها مر الوقت بطئ جدا وأخيرا إنتهت الزيارة ومن المصادفات العجيبه أن القدر أراد أن يجمعها بصديقتها في بيت واحد فهذا أخو زوج صديقتهايرجوها أن تذهب لتنقل رغبته في الزواج منها يبدو انه وقع في إكذوبه الحب من أول نظرةإذا علي أيةحال ذهبت إليهاصديقتها والسعادة تتراقص في كلماتها وترجوها أن توافق وبعد جدال طويل أخبرتها أنهاستفكر وحقيقةالأمر إنهاكانت تفكر في الجنيات ذوات الأشكال المرعبه وليس في العريس مرت الأيام وهو يطاردها والجنيات لاتكف عن مطاردتها فكادت أن تجن وتخلصت من ذلك بالموافقة وتم الزفاف في غضون شهر بعد أن ملك فؤادها ونمت بينهم شجرة طيبة شجرة الحب الحلال فزوجها رائع يخاف عليها ويحترمها وتشعر بجواره بأمان الدنيابأسرها وصديقتها بجوارها أيضا أما الجنيات فقد غادرت عالمها وكأنما شفاها الحب من مخاوفها ومنحها فرصةللحياة بعد أن ملأ كيانها بالسعادة وكلل فؤادها بالفرحة بجوار من تحب أشرق الحب بنوره علي أرض عمرها فازدهرت وانبتت أمل جديد فنذرت حياتها لإسعاد زوجها وراحته لمانحها السعادة ولكن دوام الحال من المحال هذا هو دأب الحياة سعادتهالم تدم طويلا بتغير زوجها فجأة بلا مقدمات
إستماتت في الدفاع عن حبها ولكن بلاجدوي
يوما تلو الآخر أيقنت أن سعادتها وهم وأن زوجها يرتدي قناع مخيف يشبه الجنيات وصديقتها غارقة في حياتها فلتواجه مصيرها بشجاعة حتي وإن مات الحب فهذا زوجها وذلك أمر واقع عاودتها مخاوفها ثانية الجنيات تلاحقها الكابوس المخيف يأتيها في يقظتها وليس نومها الرعب والحزن يسيطر علي المكان تحارب وحدها في عالم بلا ضمير قاربت علي الجنون لاتنام بالأيام خوفا من الجنيات تغمض عينيها فتراها في يقظتها تراها قسوة زوجها تتزداد وبعد صديقتها كذلك حتي هي نفسها أصبحت قريبه الشبه بالجنيات سقطت صريعة المرض والخوف والوحدة شارفت علي الموت وإن لم تفقد الأمل في رجوعه إليها ولكن بدد هو هذا الأمل بطلاقها عادت إلي منزل ابيها وبداخلها خوف أكبر من الخوف من الجنيات الخوف من البشر