الأربعاء، 20 نوفمبر 2013

ليه تتجوز لما ممكن تعاكس؟! بقلم هدير زهدى



ليه تتجوز لما ممكن تعاكس؟!


فقير؟
بتفك الخط بالعافية؟
مش معاك فلوس تجيب شقة وشبكة والذي منه ؟
مستواك الاجتماعي مايسمحلكش تتعرف على بنت ناس محترمين وتدخل بيت محترم؟
         أنا معايا الحل !
مع النظرية الأوسع انتشارا ً واللي حققت نجاح كبير جداااا ً على مستوى الجمهورية ..
        "ليه تتجوز لما ممكن تعاكس؟!"
كل اللي أنت محتاجه .. الهمة ، النشاط ، شوية تمارين رياضية عشان تقدر تتسرمح أكبر وقت ممكن.
وأهم حاجة تمرن نفسك على صفات المعاكس المتميز : قلة الأدب – التناحة – اللزقة – النفس الحلوة أحيانا – وآخر حاجة العزيمة والاصرار والثبات مهما قابلت من شتايم .. حتى لو انضربت خليك طموووووح
ممكن تتشهر وتقود صغار المعاكسين وتربي أجيال من المعاكسين الأطفال ، وممكن كمان بعد كده تطالب بنقابة للمعاكسين ومعاش للمراهقين المتأخرين فوق سن الستين. وماتنساش اتقان عملك كمعاكس وخصوصا في المناطق السياحية ومع الأجانب. ولو قدرت تتعلم لغة ممكن تحترف المعاكسة ويجيلك عقد عمل برة.
وبكدة تكون قدمت دور كبير لبلدك ونقلت ثقافة ناس كتير تجهلها.
     * فوائد المعاكسة للفرد والمجتمع :
1- مهنة سهلة ولذيذة وفيها فرص للابتكار.
2- ملء الفراغات الموجودة على الأرصفة بجوار أكوام القمامة.
3- اكتشاف مواهب موسيقية بدون آلات ، كالصفير والبسبسة.
4- القضاء على البطالة.
5- امكانية نقل ثقافة جديدة للغرب وابهار العالم.

     وماتنساش أهم حاجة في المعاكس أن لازم يكون ماعندهوش ولا نقطة دم ومايزعلش لو أخته أو بنته اتعاكست.
                                     مع أطيب تمنياتي بمعاكسة موفقة J

                                                                                                   هدير زهدي
                                                                                                   11/9/2013 

لص فاشل بقلم هدير زهدى



                                 

     في كبد نهار يتأجج بالضوضاء ، تعدو الحياة مسرعة مع عجلات السيارات، وتترنم بأصوات صريرها على الأسفلت ..
لا يعرف تغريد الطيور هاهنا سبيلا ، وقد خاصم الهدوء تلك الضاحية.
وليس بعيدا أن تسمع في اليوم الواحد أكثر من صوت ارتطام، فتدرك أن سيارتين قد احتضنتا بعنف هتهشمت بعض الأجزاء من الاثنتين ، ثم يتوالى السباب من كلا السائقين لبعضهما البعض ، فلا تنجو أذناك من صفعاته التي لم تعد مؤذية لفرط الاعتياد !
فإشارات المرور متخاصمة ، تتباعد في جفاء بين عشرات الكيلومترات!
وفيما بينها يتسكع بعض المتسولين باسطين كفوفهم، أو حاملين أكياسا من المناديل ، أو ربما ماسكين قطعا من الخرق يمسحون بها رجاج السيارات أملا في كسب بضع قروش.
وغلمان ذووا ألبسة متهتكة ، يعبثون في أكومة من القمامة تتناثر بين مسافات متباعدة على النواصي.
ولصوص بين ذاك الزخم ينتشرون في الزحام، يمارسون مهامهم الملوثة السرية. فينتشلون محفظة أو يختلسون جنيهات، ويعتبرون هذا العمل مشروعا كالتسول الغير مباشر! حتى صاروا يرتدون لأجله الملابس الأنيقة!

     استقل أحدهم إحدى سيارات الأجرة ، وتزاحم مع راكبيها ..
كانت هيئته لا تدعو للشك، ولم يستطع أحد تخمين هويته .. أخذ ينظر إلى الركاب بعين اللص الذي يستشعر وجود المال في جيوب أحدهم أو في حقيبة إحداهن ..
     تكاد تتشابه وجوه راكبي "الميكروباص" أو "الميكروباظ" –لدى البعض- كما تتشابه الهموم وتتقارب، فيبدو أن لسيارات الأجرة طبقة خاصة من مجتمع الهم الثقيل تضفي كآبة ومأساة على وسائل المواصلات الرخيصة. ومع ذلك لا يرحمهم المتسولون والنشّالون من حقهم في التسول والنشل!
تتقاذف التأففات ،
ويتصبب العرق ..
ويصيح السائق : "الأجرة يا جدعان"
     إنها اللحظة ..
لحظة اختيار الضحية، التي ستخسر بعض الجنيهات خلسة !
فمد الرجال أياديهم في جيوبهم ، كما فتحت السيدات حقائبهن الفقيرة ، وبدت رنات العملات المعدنية .. والعين المتلصصة تراقب ..
وصاح أحد الركاب : "هاتوا الأجرة أنا هالمها.."
كان يبدو من ملامحه أنه بين الرجولة والشيخوخة، أصلع الرأس، ويبدو أيضا أن اللص قد وجّه تركيزه إليه ، وأخذ يراقبه ويستمع لرنة وراء رنة وهو يجمع الجنيهات المعدنية في قبضته .. وبعد أن انتهى :
-         فيه حد تاني لسة مادفعش؟ ... اتفضل يا اسطى اجرة عربيتك كلها ..
ثم أخذ يثرثر هذا الأصلع قائلا : "آه يا بلد زحمة ومافيكيش لقمة .. يا بلد الأكابر والمقابر .. يا بلد اللحمة والفحمة .. يا بلد الكروش والقروش .."
وقطع خواطر الأستاذ الصوت الأجش للسائق :
-         ناقص واحد مادفعش!
فصاح الرجل :
-         ازاي الكلام ده! الاستاذ اداني 5 ، والمدام ادتني 7 ، والآنسة ادتني 4 ، وانا اجرتي كانت ف ايدي .. كدة وصلك 17 ..
-         لأ ماوصلش غير 16 .. مين ناسي نفسه ومادفعش خلصونا ياخوانا .."

أما اللص فقد خاطب سريرته متسائلا عمن يمكن أن يكون جيبه فارغا من جنيه واحد؟! وقد دفع هو نفسه أجرته ولم يخلسها!
أخذ يجول بعينه ثانيةً شاعرا بأنه قد فقد موهبته الخارقة في شم الجيوب الممتلئة!
     "أيمكن أن يكون بالسيارة لصان؟!  أم أن أحد منافسيّ أراد مضايقتي؟!"
والمشاجرة الكلامية تشتد ،
وكل من الجالسين ينفض التهمة عن نفسه مفسرا البراهين!
ومازال الرجل الأصلع يقوم بالعمليات الحسابية ،
والسائق يصراخ طالبا الجنيه!
والركاب يصرخون مؤكدين على الدفع..
     وبعد الشد والجذب، تبرع أحدهم بدفع الجنيه الناقص .. فهدأ السائق ، ثم هدأ الجميع بينما أخذوا ينظرون لبعضهم البعض باحثين فيما بينهم عن المذنب!

وتحولت أنظار اللص إلى المتبرع ذاك ، أخذ يتفحصه وهيئته ، ولكن لم يكن هناك سبيلا إليه ..
وبعد مشاورات داخلية لاختيار الفريسة ..
أخذ يقترب لص العربة من الرجل الأصلع الذي استأنف همهماته بعد انتهاء الضجيج.
يجتهد في الالتصاق به ..
وبدأت يداه الخفيفتان تعبثان بالقرب من جيوب بنطال الرجل .. وعندما كان ينتبه لتحركات جاره ، يتظاهر الآخر بالتأففات ومسح عرقه .. وحينما يعود شروده ، يعود الآخر لمحاولاته ..
     تباطأت اليد نحو الجيب الخلفي، ودخل اصبعان بخفة .. فلم يجدا شيئا !
     فسحب يده، واتجه نحو الجيب الأيمن، فأدخل اصبعا جال بسرعة ومرونة .. فعاد كأخويه خاويا !
     فاعتدل بحيث اقترب من الجيب الشمال ، وقفزت الأصابع البهلوانية داخل الجيب الفضفاض، فلم تشم رائحة قرشا واحدا !
     اضطرب اللص في حيرة ..
وبات شائكا في نفسه وفي قدراته .. وبدا الغضب يتسلل إلى ملامحه لائما نفسه وقد صار لصا فاشلا! وسوف يسخر منه زملائه وغريموه ، ويقذفه "المعلم" باالمهانات ..
تكاد شرارات تنطلق من عينيه لتنقض على عنق الرجل قائلا "لماذا جيوبك خاوية؟!"

     بلغت السيارة مرادها ..
     وبلغت الأزمة باللص مداها ..
فهجر العربة، ونزل شاردا في مصيره ، وفي الرجل الأصلع ..
واختلس آخر نظرة إليه ، فأبصره مبتسما ، يمشي ويداه في جيوبه .. الفارغة!
ولم يبقَ في سريرة اللص الفاشل سوى سؤال واحد ..
     "كيف دفع الرجل أجرته؟!"

هدير زهدي

9/9/2012

الخميس، 7 نوفمبر 2013

حفل توقيع كتاب فلاش باك لفريق القلم الحر بدار ابداع للنشر والتوزيع



يتشرف فريق القلم الحر للنشر الأدبى الجماعى بدعوتكم لحضور حفل توقيع اصداره الرابع ، المجموعة القصصية "فلاش باك"
وذلك يوم السبت الموافق 9 نوفمبر 2013 الساعه 5 مساء
بمقر دار ابداع للنشر والتوزيع
العنوان : 6 شارع التحرير / مقابل اخوان مقار بالدقى / بجوار محطه مترو البحوث / الدور 18 شقه 1902 المقابله للاسانسير مباشرة
الحفل من السلعة الخامسه حتى الثامنه مساء 


* وجدير بالذكر أن فريق القلم الحر يتشرف بشراكة الحفل مع مؤلفي الكتاب الجماعي (رؤيـــا) للفيف من المبدعين الفائزين في مسابقة دار ابداع الأولى ،

يشرفنا حضوركم ونتمنى أن تقضوا وقتا ممتعا معنا
أرق التحيات ،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* من هو فريق القلم الحر ؟

هذا البيت الأدبي يجمع بين مجموعة من كتّاب شباب يسعون عن كثب للرقي باللغة العربية واثراء الأدب بكتابات راقية فكراً واسلوباً.
اذا كنت تملك قلماً جيداً وفكرا راقياً يريد الوصول لجماهير القراء عبر صفحات الكتب ، فهنا بيتك!
اذا كنت محبطاً من تكاليف النشر ، فمن ضمن أهدافنا تخفيف التكاليف عن طريق المشاركة في الكتب الجماعية.
واذا كنت داخل مصر أو خارجها، بيتُــنا رحب يتسع للجميــع!

* ملحــوظة/ فريق القلم الحر لا ينتمي لأي مؤسسات أو دور نشر*
ــــــــــــــــــــــــ


• يفخر فريق القلم الحر بــ

- أنه يهدف إلى تقديم الأدب الراقي ومحاربة الإسفاف والإبتذال.
-أنه يمول نفسه بنفسه ، ولا يستقبل تمويل من أي جهة أو من أي شخص
-أنه يجمع بين محافظات الجمهورية (القاهرة – الأسكندرية – سوهاج – أسوان – المنيا – الشرقية)
-أنه كان الخطوة الأولى لمواهب شابة متميزة، بدأت في النشر ضمن الفريق ثم انطلقت في اصدارات منفردة مميزة.
- أنه أطلق مبادرة لتشجيع الموهوبين من الشباب بتنظيم المسابقات القصصية والشعرية ،ونشر الأعمال الفائزة ضمن اصدارات الفريق دون أي مقابل.

klm.7or@hotmail.com

http://elklmel7or.blogspot.com/
https://www.facebook.com/klm.7or.team
Wep site : Comming soon ..
ــــــــــــــــــــــــــــ


• اصدارات فريق القلم الحر :
ــــــــــــــــــــــــــــــ
- المجموعة القصصية "ثورة لايك وكومنت" – دار أكتب للنشر والتوزيع
(معرض القاهرة الدولي للكتاب 2012)

- المجموعة القصصية "شبابيك على شارعنا" - دار الحكمة للطبع والنشر
( سبتمبر 2012)

- المجموعة القصصية "أنهار محرّمة" - دار الحكمة للطبع والنشر
( يناير 2013)

- المجموعة القصصية الألكترونية "ورق ملون"
http://www.book-bourse.com/BookDetails.aspx?id=5580

- المجموعة القصصية الالكترونية ورق ملون2 (يُحكى أن)

- المجموعة القصصية "فلاش باك" - دار ابداع للنشر والتوزيع
ـــــــــــــــــــــــــــــ

الجمعة، 25 أكتوبر 2013

رائحة مجهولة بقلم رواء احمد





مفكرة صغيرة تضعها بداخل حقيبتها التى تذهب بها الى كل الأماكن ، عدد أوراقها ربما يكون بعدد أيام غيابه ، كل يوم يمر تكتب بعض من الكلمات المبهمة التى تعبر عن إشتياقها إليه ومعاناتها من إبتعاده .كل يوم يمر يقل عدد أوراقها تدريجيا ، إلى أن تنتهى بعودته من السفر .كل عام تصنع مفكرة جديدة بنفس عدد الأوراق ويكون مصيرها مثل سابقاتها .
قد كان زواجهم تقليديا بعض الشىء ، كما هو معترف فى مجتمعنا اليوم ، ورغم ذلك إستطاعت أن تغمره بمشاعر قوية ،فياضة وصادقة ، فخبراتها بالجنس الأخر قليلة إن لم تكن منعدمة .
أقنعت نفسها منذ أن رأته أول مرة فى بيت والدها يطلب يدها بحبه ، بل وصدقت ذلك ، وأدركت بأنه نصفها الأخر ، الذى طالما حلمت به ،قد أتى . إزداد أطمئنانها ، حينما فرح والدها به ، وتوسم فيه مستقبل أفضل لأبنته ، فهى دائما ما تثق فى قرراته .
ومنذ يومها تعاهدت أن تضعه بداخل جدران قلبها ، وتغلق من خلفه بمفتاح من حديد .
تكلمه على الهاتف بين الحين والحين الأخر ، لتطمئن عليه فى غربته ، والشوق يعصر قلبها .غالبا ماتكذب عليه وتدعى القوة والثبات ، فهى لا تريد أن ترهقة بمشكلاتها ، تستحى فى بعض الأحيان أن تعبر له عن مشاعرها ، فتدعى بأن الأولاد يشتاقون إليه كثيرا ، وهو يعلم جيدا بدقات قلبها .
دائما ما يحل الليل كعادته ضيف ثقيل ، يدق بلؤم على قلوب الساهرين ، يلمس جراحهم القديمة فيعيد عليها اّلامها ،فيوزعها على الجسد كله . تأخذ بعض من قطرات زجاجة عطره المفضلة ، حيث تذكرها به ، تمررها على جسدها البائس المشتاق اليه ، وعلى الوسادة بجوارها على السرير ، فهى مسكينة عاجزة ، كل ماتستطيع فعله ، هو أن تستنشق عبير رائحته .
ما أقساها تلك الغربة ! التى تفرق بين القلوب ، وتطفىء إشتياقها ، وتبرد المشاعر الحارة ، بل وتجعلها مملة فاترة ، راكدة كالمياة الأسنة .
فالغربة تفعل الكثير والكثير بصاحبها بل وتحولة لشخص أخر ،مختلف تماما ، فى مقابل مجموعة من الأوراق الملونة المختلطة بالنقود المعدنية ، التى تتحكم فى كل شىء بمفعولها السحرى ، وتسلب منا أجمل لحظات العمر ، وتضيعها فى الإنتظار .
تمر الأيام وتمر ، وتنتهى أوراق تلك المفكرة ، يقترب موعد قدومة ، تبدأ بالتأهب والإستعداد لإستقباله ، كالمعتاد من ترتيب المنزل وتجهيز نفسها . لقد كبر الأولاد بعض الشىء أثناء غربته ، بالطبع سيزيدونه بهجة برؤيتهم .
تستقبلة بإبتسامة حارة ومشاعر ملتهبة ، وأشتياق عارم ، محتفظه به طوال عام مضى . تقابلها إبتسامة مصطنعه باهته تعلو شفتيه ، أحاديثه أصبحت غامضة ، أضفى عليها الطابع المادى ، عيناة تخفى من خلفها العديد والعديد من الأسرار .
مشاعرة جامدة متصلبه ، قد يكون أصابه بعض من الغرور والتكبر حتى على أقرب ماله ، حينما بدأ أن يلمسها كانت تشتاق لرائحته ، لكنها تغيرت ، أصبحت غريبة ، تبدلت برائحة جديدة أكثر فخامة وأغلى ثمناّ ، كلما يحاول أن يقترب منها ، لا تشعر به ، تزداد الفجوة بينهم ، لقد أصبحت رائحته ، رائحة مجهولة .

الاثنين، 23 سبتمبر 2013

الحداد الاعمى بقلم هبه الله احمد غانم


إخواني من حولي .... لست اتحدث إليكم بصفتي منافقاً في ديني حاشا وكلا.. بل أتحدث عن النفاق بصفة عامة في كل ما نفعله نحن منافقون
(الحداد الأعمى) مثلاً : سمعت أختي الصغيرة التي تحب التقليد الأعمى دون تفكير أن جارتنا قررت ارتداء السواد والحداد ثلاثة أيام على ضحايا حادث إهمال حكومي شغل الرأي العام ، فقالت مقتنعة سأفعل مثلها اليوم وغداً وبعد غد حداد لا ملابس مبهرجة ولا تلفاز ولا ضحك بصوت مرتفع .. لا حلويات ولا كيك ولا أي شيء حداد تام وشامل لثلاثة ايام .. بعد ساعة اتصل بها خطيبها يرجيء الخروج معها إلى غد لظروف طارئة ، فقالت لنخرج بعد انقضاء ايام الحداد . لا خروج إلا بعد الحداد وأغلقت التليفون دون شرح مما دعا الرجل المسكين إلى القلق ففسرت له ما يحدث عندما اتصل بي فضحك قائلاً لا بأس عندما ينتهي حدادها سنفعل ما نريد .. مسكين الشاب تسامحه معها سيجعله يطلب الغوث يومياً هو الجاني على نفسه لأنه اختارها ... اممممممم .. لا بأس فليخترها ويجعلنا نستريح من جنونها قمت فتحت التلفاز لأشاهد برنامجاً دينياً حدثني عنه أحد الأصدقاء وكانت الحلقة رائعة . فجلس بجانبي والدي ليستمع وكذا فعلت الوالدة ، ثم قفزنا من مكاننا عندما سمعنا صوت صراخ غاضب : ماذا فعلتم؟ وكانما نمر في شقتنا قفز ليغلق التلفاز ويستدير نحونا فنفاجأ بأنه أختي المجنونة : ألسنا في فترة حداد؟ كيف فعلتم هذا ؟ حاول والدي ووالدتي إفهامها عبثأ أنه برنامجاً دينياً لا بأس فيه لكنها صخرة صماء مكان عقلها فلم تتزحزح عن موقفها .. عندما جاء المساء بعد اكتئاب حوصرنا فيه من قِبَل الاحتلال الأخوي .. هرب منه الحاج وتركني مع امي خوفاً عليها من تلك الصغيرة المحتَلة .. فجأة سمعت ووالدتي صوت التلفاز فتساءلنا عمن فتحه فابي بالخارج وأنا وهي معاً خرجنا لننظر ففوجئنا بها تجلس أمام التلفاز ومعها طبق كبير ممتلئ بالفيشار نظرنا إليها مذهولين .. ماذا حدث لأيام الحداد؟ نظرت إلينا وقالت مفسرة : نور ومهند ! أشاهد ماذا سيحدث ثم نغلق التلفاز.. ضربت والدتي كفاً بكف : تغلقين برنامجاً دينياً بحجة الحزن والحداد على ارواح من ماتوا ممن لاتعرفينهم لكنك تشاهدين هذا الهراء .. ثم مدت يدها وأغلقت التلفاز وقالت لها : حدادك لا بد ان يكون كاملاً أيتها المنافقة . بكت الفتاة وظلت تنوح لوالدتي بأن تسمح لها بالمشاهدة لو خمس دقائق : إنه مهند يا أمي مهند ألا تعرفين من هو مهند ؟ ضحكت ضحكة شريرة وانطلقت لغرفتي ولسان حالي يقول : البادئ أظلم.. ستُحرم من مهند لثلاث حلقات متتالية بسبب نفاقها هاها هاها هاها هاها . إلى اللقاء في حلقة نفاق أخرى

شروخ في الجدران بقلم هبه الله احمد غانم




أنا بيت مسكين يمر الناس أمامي متعجبين أو مستهزئين أو مشفقين ؛ فقد كنت عامراً بأناس تسكن المودة قلوبهم ، وأطفالهم يعبثون في أنحائي لاهين عن لدنيا وأوجاعها مطمئني البال لأمان تبعثه فيهم جدراني... شهدت ولادتهم ونموهم وعشت أحلامهم وآمالهم ... ثلاثة أجيال احتويتهم بين جدراني لم يتمردوا على العيش بي رغم بساطتي وقدم عمري. جيراني مثلي بيوت قديمة بسيطة يعلو أطولها عني دورين وسكانها كسكاني ، لذا سرت بينهم روح الجيرة الطيبة ، هذه تفرح لفرح تلك ولا تتأخر عنها في شدة أو ضيق مرت به. ذات يوم سرى حديث بين سكاني عن هجري والعيش في مكان أفضل ، بعضهم شجع الفكرة والبعض تمسك بي فقد عاشوا عمرهم هنا وأي عمر! أفراح متتالية وأحزان متباعدة فبدأوا يبنون بعيداً عني ويستعدون للرحيل ، فرحل بعضهم بالفعل بعد أن غرست الدنيا بأنيابها في قلوبهم وسرى سمها في دمهم فتشاجروا وبدت بينهم العداوة والبغضاء ، فبدأت أشعر بالهِرَم الذي لم أشعر به مطلقاً من قبل ، خاصة وأن جيراني قرروا الرحيل برحيل سكانهم عنهم ، فرحلوا وحلت مكانهم بيوت عملاقة بالنسبة لي تعلو عني عشرة أدوار فزدت هِرَماً لمرأى تلك البيوت الشابة القوية ، وتشققت جدراني وفزع سكاني خوفاً أن أسقط عليهم .. كيف أقتلهم تحتي وأنا أعيش من خلالهم ! لايدرون أن شجارهم ورحيلهم يسري في بدني كالسم ، فتتوسع الشروخ باتساع خلافهم ويزيد هِرَمي كلما تباعدوا أكثر فأكثر ، فبدأت أترنح من التعب والشيخوخة فرحل عني جميع سكاني ، معظمهم غير آسفين عليّ ، والبقية يمرون بي بعد سقوطي وأعينهم دامعة لحالي البائس ؛ فما أنا الآن إلا ركام لا يجرؤ أحد على نقله أو إعادة بنائه ليعود شاباً في مواجهة سموم الدنيا

بيت الأشباح قصه بقلم ناهدمحمد صبري - رواء أحمد عبدالعال



لم يكن ظلام المكان فقط هو الذي يخيفها ولكن تلك الأصوات التي تنبعث منه مصحوبه ببعض الأشكال الشبيهة بالجنيات التي تطاردها جرت، وجرت ولكن بلاجدوي الجنيات ستلحق بها إستيقظت بصعوبه من ذلك الكابوس المرعب أخدت تقرآ بعض الآيات كي تهدأ قليلا المخيف حقا أن تلك الأشباح قادمة من بيت صديقتها المتزوجة حديثا أبعدت عن رأسها تلك الوساوس وتناست ذلك الكابوس المرعب دائم التكرار بل يخيل إليها إنهاتراه في يقظتهاوليس نومها في صباح اليوم التالي زارتهاصديقة قديمة رحبت بها والكابوس لايزال في مخيلتها وآثار الأرق بادية علي وجهها مرت الزيارة وإنصرفت صديقتها دون أن تجرؤ علي إخبارهابالكابوس خشية إتهامهابالجنون بعد أيام حسمت أمرهاوتناست خوفها وذهبت لزيارة صديقتها العروس الجديدةلتهنئها حفاوة صديقتها وشوقها إليها أنساها خوفها من المكان وإستمر الحديث بينهما في ود وصفاء كل واحدة تقص للأخري أمورها وفجأة تلعثمت هي وتوقفت عن الحديث بغته بدخول شحص ما إلي الغرفة أنقذتها صديقتهامن خجلها فقدمته إليها هذا أخو زوجي.
وتلك صديقتي
زادت نظرات الشاب إليها من إضطرابها ودت أن تهرب من المكان لخوفها من نظراته ومن الجنيات
ولكن صديقتها تشبثت بها مر الوقت بطئ جدا وأخيرا إنتهت الزيارة ومن المصادفات العجيبه أن القدر أراد أن يجمعها بصديقتها في بيت واحد فهذا أخو زوج صديقتهايرجوها أن تذهب لتنقل رغبته في الزواج منها يبدو انه وقع في إكذوبه الحب من أول نظرةإذا علي أيةحال ذهبت إليهاصديقتها والسعادة تتراقص في كلماتها وترجوها أن توافق وبعد جدال طويل أخبرتها أنهاستفكر وحقيقةالأمر إنهاكانت تفكر في الجنيات ذوات الأشكال المرعبه وليس في العريس مرت الأيام وهو يطاردها والجنيات لاتكف عن مطاردتها فكادت أن تجن وتخلصت من ذلك بالموافقة وتم الزفاف في غضون شهر بعد أن ملك فؤادها ونمت بينهم شجرة طيبة شجرة الحب الحلال فزوجها رائع يخاف عليها ويحترمها وتشعر بجواره بأمان الدنيابأسرها وصديقتها بجوارها أيضا أما الجنيات فقد غادرت عالمها وكأنما شفاها الحب من مخاوفها ومنحها فرصةللحياة بعد أن ملأ كيانها بالسعادة وكلل فؤادها بالفرحة بجوار من تحب أشرق الحب بنوره علي أرض عمرها فازدهرت وانبتت أمل جديد فنذرت حياتها لإسعاد زوجها وراحته لمانحها السعادة ولكن دوام الحال من المحال هذا هو دأب الحياة سعادتهالم تدم طويلا بتغير زوجها فجأة بلا مقدمات
إستماتت في الدفاع عن حبها ولكن بلاجدوي
يوما تلو الآخر أيقنت أن سعادتها وهم وأن زوجها يرتدي قناع مخيف يشبه الجنيات وصديقتها غارقة في حياتها فلتواجه مصيرها بشجاعة حتي وإن مات الحب فهذا زوجها وذلك أمر واقع عاودتها مخاوفها ثانية الجنيات تلاحقها الكابوس المخيف يأتيها في يقظتها وليس نومها الرعب والحزن يسيطر علي المكان تحارب وحدها في عالم بلا ضمير قاربت علي الجنون لاتنام بالأيام خوفا من الجنيات تغمض عينيها فتراها في يقظتها تراها قسوة زوجها تتزداد وبعد صديقتها كذلك حتي هي نفسها أصبحت قريبه الشبه بالجنيات سقطت صريعة المرض والخوف والوحدة شارفت علي الموت وإن لم تفقد الأمل في رجوعه إليها ولكن بدد هو هذا الأمل بطلاقها عادت إلي منزل ابيها وبداخلها خوف أكبر من الخوف من الجنيات الخوف من البشر