السبت، 27 أكتوبر 2012

مساحة للهروب بقلم احمد سيد




لا تنسي أن تعطيها لكل من يدعون محبتك .... مساحة للهروب


أن تظل تحبس عصفورا بداخل قفص حديدي , وأنت لا تفتح له القفص إلا لإمداده بالماء والطعام , و تغلق باب القفص سريعا خوفا عليه من أن يهرب ويطير بلا عودة , فهذا امر هين , ويستطيع أن يقوم به الكثيرون , ليس لأنهم لا يقدرون معني الحرية او لا يتقنون غير هذه المهمة , ولكن لأنهم غير واثقين في عصفورهم , وفي ذات الوقت لا يمتلكون الثقة الكاملة في أنفسهم , فهم يخشون الصدمة , التي قد تقع عليهم في حال ترك باب القفص مفتوحا , ولو بطريقة تبدو غير مقصودة وعفوية ...  وهذه هي الحياه , فكم من هم طلقاء يتشوقون لسجن قفصك الصغير , وكم من هم بداخل قفصك يرجون الإنطلاق نحو الحياه الواسعة ويفارقونك إلي الأبد , وانت هنا لتعلم الحقيقة , لابد اولا ان تتحلي بروح الثقة في النفس , حتي لا يفجعك هول الصدمة التي قد لا تتوقعها حال وقوع الكارثة وهروب العصفور ..! وفي ذات الوقت عليك الا تحزن , فمن يرفض العيش بجوارك لا يستحق لحظة ندم , فهناك امور أخري تستحق منك تلك اللحظة ولكنك تهملها .
 أما إذا فتحت لعصفورك القفص وخرج منه وأوحي إليك بقدرته علي الطيران والذهاب , ولكنه فضل العيش بجوارك أو العودة إلي قفصه مرة اخري , فإعلم أن هذا من يستحق منك إهتمامك وبذلِك من اجله كل غال ونفيس .
فدائما نحن نحتاج إلي تلك المساحة للهروب , لنعلم معادن من حولنا وهل هم يستحقون مجاورتهم لنا وقربهم منا ام لا , سواء أكنا من بداخل القفص أو بخارجه .
-         النوع الأول : من هم بخارج القفص .... يجب ان يمتازوا ببعض الأشياء وهي كالتالي :
1.     الثقة بالنفس وبالآخر .. بأن يكون لديهم القدرة علي الثقة بأنفسهم وبالآخر , وذلك بالإبحار في أغوار أنفسهم  ليعلموا ماذا يريدون منها تحديدا , ماهي قدراتهم بالتأثير في الآخر , كذلك معرفة ومعايشة الآخر لترسيم حدوده ونطاقه جيدا .
2.      حب المغامرة المدروسة و توقع الأمور بعين قارئة للأحداث والمستقبل ...  فالشخصية الكامنة والمستسلمة لا تتوقع الأمور ولا تهوي المغامرة المطلوبة لزاما في بعض الأمور .
3.     الإتزان الإنفعالي هو المُسكِن في حالة فشل دراسة النقطتين السابقتين ... ففي حالة خروج العصفور من القفص والطيران في الفضاء الواسع إلي الأبد , فكن حريصا ألا تطير ثقتك بنفسك معه , بل يجب عليك أن تتمتع بالإتزان والهدوء لإعادة ترتيب عقلك من جديد
-         النوع الثاني : من هم بداخل القفص .... ( العصفور ) قد تكون مساحة أو فرصة الهروب ضرورية لهم , لا لكي يهربوا , ولكن ليشعروا بكم وقدر الثقة التي يعطيهم إياها أصحابهم , أو من ينتمون إليهم .
وفي كلتا الحالتين فإن مساحة أو فرصة الهروب هي هامة جدا لكلا الطرفين , فهي إختبار مزدوج يستطيع من خلاله كل طرف أن يعلم بالبراهين والإثباتات قدره لدي الآخر , بل هي مفيدة ففي حال نجاح إختبار مساحة الهروب وإختيار الطرف الثاني  للعيش مع صاحبه تجعل من رؤية الطرفين للحياه فيما بعد رؤية مختلفة , رؤية مفعمة بالحب والتناغم المتبادل , حياه إنسيابية رائعة مغلفة بغلاف من الطمئنينة والإخلاص .
والمقال فيما سبق يتحدث عن من جعلتهم الأقدار ملاصقون لك , فهم  كعلاقة الروح بالجسد , وأنت هنا تعطي مساحة الهروب لإعطاء مساحة من الحرية ولفك هذا الإرتباط المعنوي فيما بينكما ( إن أرادها العصفور ) ولكن هناك عصفور قد يدخل قفصك بإرادته الحرة , وهنا لا داعي لكي تتيح له تلك المساحة السابقة للهروب , لأنه يختلف عن النوع السابق , فهو إختار مجاورتك والبقاء معك بمحض إرادته ليظل يدور حول فلكك ....  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق