بوجهها الشاحب وعظام وجنتيها البارزتان واصفرار وجهها الدائم وشحوبه كشحوب الموتي مع عينين تكادان تخرجان من محجريهما وسط هالات سوداء ومايمنعهما من ذلك الا بعض الحياه التي تسري فيهما (تحتجبان) خلف عوينات سميكه ترتسم فيهما الدوائر , وارتعاش في الاطراف عند بذل مجهود او حتي تفكر فمجرد التفكير يستنفذ منها الطاقه .أجميله هي ؟ (بعد هذا الوصف) ربما اذا صبغت وجنتيها بقليل من الحمره واذا استطاعت ان تحدد مكان شفتيها التائهتين في وجهها الشاحب ذا اللون الواحد بلون الحمره كالاحياء فبعد هذا قد تصبح ادميه.
هي تعلم كل هذا عن نفسها ولذلك كان يدهشها اهتمامه العجيب بها ,ماذا راي فيها ليجذبه اليها؟ وهو ذا العينان االلتان تدوران في محجريهما خلف كل فتاه جميله ,انيقه وتستطيع الحديث دون رعشه في اطرافها ,يسعي دائما خلف كل من لها قدره علي تجاذب اطراف الحديث معه بل وتغلبه بحنكتها وتمرسها في الجدل ,اما هي فكانت بعيده كل البعد عن هذه الصفات حيث كانت دائما ما تتلعثم عندما يوجه لها الحديث وتلوذ بالصمت وهي التي لا تسكت ابدا,ودائما ما ترسل عينيها للارض او تتوه حولها اذا ما صادفت والتقت بعينيه. أحبته؟ لا....ولكنه عرف كيف يجذبها اليه ..يجذب انتباهها اليه ..عند حدوده يقف الكلام في حلقها وعند حضوره يتوقف كل شئ من حولهاوان كان حضوره دقائق معدوده فانه بالفعل خلالهما يتوقف الزمن وتتلاشي الضوضاء وتختفي الناس ويصير هو مركز الارض والكل من حوله هوامش ,تشعر بمعزل عمن حولها وبعد رحيله يصيبها فقدان ذاكره مؤقت وتوهان وتكتشف فجأه ان الشمس لم تكن بهذا السطوع عند وجوده ولا اي شئ من حولها كما هو ولا تدري امر عليها يوم وهي واقفه مكانها اهو يوم اخر ؟ تظل في هذه الحاله فتره طويله الي ان تعود لرشدها . احبته ؟؟؟ لو ان هذ الذي قيل هو حال العاشقين فربما ,,ولكنها لم تحبه .
هو احيا في داخلها برجولته المحكمه وشخصيته المنمقه احساسا انها قد تكون انثي مقبوله الملامح مع تعديلات قليله لن تعترف لنفسه (انها تعديلات كثيره)ولكن دائما مايوجد امل.هو لا يعلم ولا احد كذلك ان ماصار اليه حالها نتيجه لقسوه الحياه معها ولكنها لا تشكي فمنذ صغرها كانت( طفله عاقله ,ومراهقه ناضجه ,وفتاه بعقل رجل )ولكنه دائما ماكان يسخر من صمتها معتبره جهلا فيجد فرصته في استعراض كم معلوماته امامها _اليست بجاهله هي؟؟ ,,,,دائم السخريه من شحوبها اليست كمن خرج لتوه من احدي المقابر .ولكن رغم هذا كله كان هناك هذا الشئ داخلها يجذبه اليها فلم يذق هو طعم الكفاح والسعي خلف هدف نبيل لذلك لم يعرف النقاء الداخلي وطهاره النفس رغم قسوه الحياه والروح الحره رغم القيود من حولها الراضيه بم قسم الله.
تأملته كثيرا,, كان رغم مظهره الرجولي الجذاب كالطفل يحاول لفت انتباهها بحركات طفوليه(صبيانيه) ,كانت كثيرا ماتضحك منها عند تذكره( وكانت تسعدها),كانت مدركه لحركاته وسكناته ولكنها ابدا لم تبد اي رده فعل بل كانت تظهر البلاهه احيانا و عزوفها هذا لم يكن شرك من شرك البنات ولكن لانها حقا لم تكن تعلم مايجب عليها فعله ايذاء هذه التلميحات فهذه اول مره يجذب انتباهها احد .,انتظرته طوبلا ان يتخطي مرحله الطفوله ويباشر خطوات الكبار ولكنه ابدا مافعل كانت بالنسبه له لعبه مسليه يشاهد خجلها منه وتلعثمها وهو مبتسم .تأملته كثيرا وجدت انه اصبح يقلدها ويتشبه ببعض افكارها ويلمح عن اشياء يفعلها هو مدرك انها تفعلها ,,اهو تشابه حقيقي بينهما ؟؟,اهو شيئ يجمعهما ؟؟, فماذا ينتظر ؟ أيحبها حقا؟؟؟؟؟؟
تأملته كثيرا ,كثيرا ,وبعد التأمل وجدته نسخ من اشياء كثيره ,كلنا نسخ لاشياء نقرأها او اشخاص نقابلهم فيتركون فينا بصمتهم ,, ولكن دائما ماتبقي هناك الصفه المميزه لكل فرد منا ,,اما هو فقد تلاشي بين النسخ التي يتشبه بها فلم يعد يملك طابعه المميز الذي قد يعرف به .احبته ربما ولكنها ممتنه له اكثر من ان يكون حبا فهو امتنان لصنيعه الذي كشف لها مابداخلها من جمال يغطي شحوبها الخارجي وعند هذه النقطه عرفت انه يريد هذا الطابع الذي يحيره وينقصه ولكنها لن تعطه له والا ماذا سيبقي منها اذا صار نسخه منها..
تم بحمد الله تعالي
سهام محمد عبد الحميد
13/2/2013 دمياط

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق