وجدت رجلا نائما في احدي المربعات بعربه القطار ملابسه رثه مهلهله ,يمدد قدميه ذات التشققات العميقه علي المقعد امامه وحذاءه الذي من كثر المخيط قد اهترئ موضوعا اسفل قدميه لحرصه الشديد الا يتم سرقته دون ان يشعر,مستندا برأسه علي حافه النافذه ووجهه مغطي بقبعه تشبه قبعه الصيادين ,شعرت بحنيين ودفء شديدين لا تعرف لهما سبب فجلست بالمقعد المجاور لقدميه الممدده حيث ذكرها بوالدها كثيرا فكم يشبهه بقدميه هاتين وملابسه القليله المتواضعه.
يخرج في الصباح الباكرليلحق بالقطار ,يقفز من محطه الي اخري ومن بلد الي اخر حاملا ابتسامته معه وايمانه العميق ان رزقه له وسيأتيه ولكن الحياه تحتاج الكثير من السعي ولذلك هويسعي..,رزقه الله العديد من الابناء وزوجه كنساء مصر حامده ربها صابره ومكافحه, تسعي معه لطلب الرزق وما يعين علي العيش,ودائما ما تمنحه الامل وتكون له عونا ..الي هنا الحياه بسيطه ولكن كثيرا ما تتخللها بعض المنغصات ولكن اكثر ما يحز في نفسه افعال ابنته الكبري فيدعو الله كثيرا بالهدايه لها ولاخوتها ولزوجته بالصمود.
دائما ماتحمد الله علي كل شيء فحتي القليل من هذا الشئ يرضيها ...صابره هي وراضيه وكم تمنت لو واتتها اي فرصه للرحيل وترك البيت ولو حتي للاخره سترحل وهي راضيه .,,, دائما ما تحاول تعليم أبنائها القناعه,وتبث داخلهم الشعور بالرضا ..ودائما ماتتساءل بداخلها اذا ماكانوا لايستطيعون توفير العيش الملائم لهم فلماذا ياتون بهم للدنيا ؟ ؟؟فهي حقا لاتريد لأي من بناتها نفس مصيرها ولا لأي من أبنائها ان يكونوا كحال أبيهم ,,ولا تستطيع التصريح بهذا ,,بل تقوم بواجبها كأم ووزوجه تحاول بث البهجه في نفوس الأسره المعتله .
وهي في القطار تتذكر حالها ..ءامنت منذ زمن ان الفقراء ليس لهم الحق بانجاب الأبناء فماذا سيورثونهم غير الفقر والمرض وبعض البغضاء وكثيرا من الشقاء ..وتنتبه وأيضا الأغنياء لايحق لهم الانجاب فسيورثون أبنائهم التعالي والكبر وعدم الشعور بمن هم أقل ,,تعلم ان أبويها يبذلان أقصي ما بوسعهما ولكنها الحياه ..وكم قاسيه هي الحياه ,,..تفيق من أفكارها علي صوت المفتش وهويقول( تذاااكررر ),, تبحث في شنطتها علي اشتراك القطار ..تتذكر والدها وهويعطيها المال ويؤكد عليها بعمل الاشتراك حتي يتسني لها الذهاب الي كليتها فلن يستطيع ان يعطيها كل يوم أجره المواصلات,وألا تنفقهم في شئ اخر فلن يستطيع تدبيرهم مره اخري ..كم شعرت بالمهانه, هي لاتريد ركوب قطار الدرجه الثالثه مع البسطاء التي هي منهم وكم تمنت لو كانت مثل صديقاتها فمنهن من يأتيها السائق بالعربه ومنهن من ...(.تذاكر ياانسه) ,,أين الاشتراك اللعين هذا ,,واخيرا (اتفضل )وهي ماده يدها به الي المفتش ,,ويناولها اياه بعد فحصه وهو يوقظ الرجل المغطي الوجه ..شريكها في المربع.
أخرج جنيهين كل مامعه وأعطاهما للمفتش من حساب سبعه جنيهات داعيا الله في سره ان يكون رحيما وألا يصيح في وجهه ويجعل منه مدعاه تسليه للركاب,,أخذهما باستنكار سائلا اياه أليس معك أيه نقود ؟؟,,فنظر بخجل الي الفتاه الجالسه أمامه فاغره فاها محملقه فيه بدهشه وبيدها اشتراكها ..ثم رفع ناظريه اليه فوجده يقطع له التذكره فأجابه مبتسما بامتنان (مستوره ..... والحمد لله)
تم بجمد الله
سهام محمد عبد الحميد
25/3/2013م
أكتوبر.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق