الخميس، 4 أبريل 2013

امال فارغه بقلم سمر زيدان


                                                                   امال فارغه
لم اكن ارغب في قتله او حتي ايذاءه ومضايقته لكن افعاله الغير متوقعه جلبت له ذلك .كعادتي دائما في سرقة البيوت الفخمه ..اول ما افعله هو مراقبة البيت لعدة ايام متواصله ..وهذا ما حدث فعلا مع صاحب هذا المنزل ..قبل ان ادخله بعدة ايام ظللت مرابطا امامه ليلا ونهارا ..المنزل يبدو فخم للغايه من الخارج ،هذا ما لفت انتباهي اول يوم وما جعلني ايضا اصر علي دخوله ..حقا ستكون الفائده كبيره ..ولكن يتطلب جهدا كبيرا حتي انعم بما داخله من مدخرات ..لم يخرج احد في اليوم الاول ولم يدخله احدا ايضا وكذلك في اليوم التالي ..ظننت انه لا يسكنه احدا ..وشعرت بارتياح لهذا الظن ولكن لكي احتاكد اكثر قررت ان اسال التجار واصحاب المحلات المجاوره..بعد ان القيت التحيه علي اول تاجر قلت له"عفوا سيدي ابحث عن اي عمل يساعدني في معيشتي واريد مساعدتك" كانت تبدو علي الرجل طيبه عارمه لم يصدني بل اجابني بلطف قائلا" اطلب ما تشاء يابني ..فاذا كان في وسعي شيئا ساساعدك باذن الله"
شعرت بالخجل الشديد من نفسي ولكن هذا لم يمنعني عما كنت انتوي فعله فانتهذت الفرصه وقلت للرجل"اريد ان اذهب الي هذا المنزل ربما يكون اهله يحتاجون الي خادم او سائق ولكني لا اعرف هل يوجد به سكان ام لا ؟"
وكان رد الرجل غير متوقع بالنسبه لي"يوجد به رجل متقدم في السن يعيش بمفرده ولكن يزوره احفاده بين الحين والاخر لقضاء حاجاته الضروريه"
شعرت بعدم الارتياح لما قاله الرجل وبدا علي علامات القلق ولكن قبل ان يلحظها الرجل الطيب شكرته والقيت عليه السلام وذهبت الي حيث ارابط امام المنزل لاتعرف اكثر عما يدور بداخله وبالفعل بعد عدة ايام رسخت التفاصيل اليوميه لصاحب المنزل في مخيلتيم يزوره؟وفي اي وقت؟وماذا يفعل في الصباح والمساء؟!
واخيرا قررت ان اتسلل الي المنزل ليلا حيث لا احد داخل المنزل سوي العجوزالذي يطفئ نور المنزل مبكرا ربما يغرق في النوم طوال الليل..بعد ان غاص المنزل وما يحيط به في ظلام دامس ،وذهب كلا الي حيث ينام..استعديت انا الي دخول المنزل..لم يكن الدخول صعب بالنسبه لي..امتطيت السور في رشاقه بالغه فلم يكن مرتفعا ..وتسللت الي الداخل حيث الظلام الحالك..وبعد ان نجحت في الدخول من احدي النوافذ..اخرجت المصباح بحذر لاري ما في المنزل ..في اقصي اليمين غرفة. مفتوح بابها علي مصرعيه اتجهت نحوها..انها غرفة جلوس فخمه للغايه..لا يوجد بها شئ يمكنني ان احمله بسهوله..الافضل ان اتجه الي اعلي حيث غرف النوم..غالبا ستكون في الاعلي وبالتأكيد ستكون مكتظه بالاشياء الثمينه
ووافقت خاطري واتجهت الي اعلي..السلالم مفروشه بسجاد فخم للغايه ومزخرف بزخارف جميله..انشرح قلبي لذلك..اخيرا وصلت الي اعلي وياليتني ما وصلت ،الطابق فارغ تماما من الغرف الا من غرفه واحده اما باقي الطابق مساحه شاسعه مثل ملاعب الكره لا يوجد بها سوي بعض قطع الاساس القديمه والباليه
اصابني الاحباط بعد هذا المجهود وكدت اعزم علي مغادرة المنزل ولكن بعد ان تمالكت اعصابي قررت ان ادخل الغرفه ربما اجد فيها ما اريد.
اتجهت بحزر الي الغرفه وبعد مجهود بالغ في فتح الباب برفق 
كانت الصدمه اكبر من السابق ..لم تحتوي الغرفه علي اي شئ سوي بعض الاساس المهشم..
وكدت اصرخ بكل قوتي "يا لحظي الاحمق لا يوجد شئ في المنزل "
ولكني تراجعت عن الصراخ قبل ان يصدر مني اي صوت
واهداني تفكيري الي ان ابحث مره ثانيه في الطابق الاسفل ربما لم ابحث جيدا في السابق..واتجهت الي اسفل حيث شمالا حيث الباب ،هناك غرفه مغلقه ،لم اتردد في فتح بابها وما ان ظهر مابداخلها..سمعت صوت العجوز يقول "تعالي يابني لايوجد شئ في المنزل ،تعالي وساعطيك ما تريد من المال والذهب"
اصابني خوف بالغ ودهشه في نفس الوقت ودار في خاطري عدة اسئله 
هل يريد الرجل ان يسلمني الي الشرطه؟!وكيف علم اني اريد مالا وذهبا؟! هل سيقتلني ذلك العجوز قبل ان يعطيني شيئا؟!وهل سيعطيني شيئا من الاساس؟!
وانقطع سيل الاسئله علي يد العجوز التي امسكت بي دون ان ادري من اين اتي في هذا الظلام؟!
وقبل ان يتمكن من السيطره علي دفعته بكل قوة الي ان احتضن الارض وظننته مغشي عليه واتجهت اهرول يمينا ويسارا في الغرفه لابحث عن المال والذهب قبل ان يفيق العجوز
ولكني لم اجد شيئا يذكر وقبل ان استدير لاغادر المنزل شعرت بالعجوز يفيق ويردد"لن تجد شئ يابني ،ماتريده ساعطيك اياه "
وصعقت لقول العجوز مما جعلني امسك بقطعة خشب كانت خلف باب الغرفه وانهال ضربا في العجوز الي ان اصبح جثه هامده
واسرعت مهرولا الي الخارج وقبل ان افتح باب المنزل فتحه من الخارج شاب صغير ربما يكون حفيدالعجوز ومعه بعض رجال الشرطه. من شدة الصدمه لم احاول الهرب فامسكوا بي بسهوله..
وها انا قابع داخل قفص الاتهام دون ان ادري كيف حدث ذلك ولماذا؟!
تمت
سمر زيدان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق